هيا بنا ...... نحزن معا ........!!!!!!!!؟ الجزء الاول

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد أعضاء منتدايا الغالي الدائم في تعالي حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثواكم ..... أما بعد:
أنا أعلم يقينا بأن عنوان الموضوع لا يروق للكثير من القراء في رسمه و ما خطت حروفه و اشكاله و قد يعتبرها البعض مني دعوة للتشائم و الإكفهرار و العبسية .... وأنا أعلم أيضا بأن موضوعي هذا قد يهدم بجرة قلم كل ما بناه فضيلة الدكتور عائض القرني حفظه الله من خلال كتابه الموسوم بـ " لا تحزن " ذاك الكتاب الذي ذاع صيته و فاقت حدوده أرجاء المعمورة و الآفاق حتى بيع منه 02 مليون نسخة في عالم اليوم و هو من أشهر أسفاره التي أضفى عليها نوعا من التجديد و الطرح في مداواة مرضى النفوس و خاصة الذين يعانون من سقم الحزن فله العلامة الكاملة على ما خطت يداه و أبدعت مقلتاه....... و أنا أعلم في الأخرى أنك من بعد قراءتك للموضوع سيتغير مفهومك و تتغير معه نظرتك للحزن ذاك المسكين القابع في قفص الإتهام الكل غاضب عليه و الجل له لوام..... ذاك الجريح الذي يفر منه الناس و يهرب منه البعيد و القريب و لا يود أحد أن لا يلاقيه يوما و لو صدفة..... و أنا أعلم في الأخير أنك ستعرف حقيقة هذا الذي من حوله ندندن إن أرعيتني فهمك الثاقب و فهمت عني ما أقول و ما من حوله أصول و أجول .....ليتحول حزني و حزنك في آخر المطاف إلى مرح و سعادة يشوبها الفرح ...... و قبل هذا و ذاك لابد و أنك سائلي بـ كيف هذا ياهذا تجمع بين متناقضين و قد خالفت كل الأعراف و القواعد المنطقية و العقلية ؟ لأجيبك قائلا: اسمع يا صاحبي ألم ترى إلى الدواء طعمه مر كالعلقم و لكنه يسبب الشفاء من السقم ..... ألم ترى إلى الجرح يؤلم و صاحبه يتألم و لكن أهل هذا الفن يقولون الإحساس بالألم دليل على التماثل للعافية .... ألم ترى إلى الكي بالنار على اللحم المثلوم كم هو صعب تحمله و لكن في الأخير يحبس النزيف و تلتأم معه الدمامل ..... ألم ترى إلى الغربة في رياض أوطان الغير بعيدا عن الأهل و الخلان كم هي مرة و شاق تحملها و لكن ما إن تحصل المال أو العلم أو ما كنت تصبو إليه حتى تنسى كل ما فات و تترقب إلى الأيام المقبلة و ما حملته من مفاجئات - سارة طبعا - .... ألم ترى إلى فراق من تظن به الإحسان و هو من الخائنين الماكرين كم هو صعب استصاغه حال معرفة الحقيقة المصدمة و لكنك سرعان ما تنسى لتعيد الصفحة من جديد و تحمد ربك العزيز الحميد على أنه خلصك من أنياب ذاك المخادع الماكر و تحمده في الأخرى على أنك لم تدم طيبتك معه كثيرا ليستغل هو هذه الطيبة فيما يضرك و لا ينفعك و تحمده في الأخير على أنك لم تبقى بين يديه كثير و فررت كما يفر الصيد من مخالب الثعلب و الذئب و الكلب ..... فياترى كيف سيكون إحساسك من بعد هذا الحزن .... و لا تخبرني لأني أعرفه و أريد أن أتمم وصفه لأقدمه لك على طبق من ذهب .
ألم ترى إلى التاريخ كيف يذكر لنا من بين طياته صفحات ممن عاشوو عايشو ما أتحدث عنه و التي سأقطع لك من كتاب ذاكرة التاريخ هذا ورقتين متباينتين في الجوهر و العرض إحداهما للتأسي و الإقتفاء و هو ما كان يحدث مع العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله علم أم الدنيا و نزيل قاهرة المعز إذ تذكر لنا الكتب شيئا من سيرته و منها حزنه لما آلت إليه الأمة من انحطاط لا تحسد عليه فيغتم لذلك و يدخل في حزن نفسي عميق يشبه حاله بحال المثل السائر القائل " اليد قصيرة و العين بصيرة " و لا يملك لهم إلا ال دعاء عن ظهر الغيب فتدخل عليه أمه لتجده في تلك الحالة و كأنه في غيبوبة أو في غرفة إنعاش فتسأله قائلة " ما بك يا بني هل مات مسلم في الصين " و كلنا يعرف بعد المسافة بين مصر و الصين و هي بلاشك تومأ له بشده حزنه على أمته رحمها الله و رحمه الله ...... و أما الورقة الثانية فهي لا للتأسي و لكن لمعرفة مكر و غدر الغير بنا في حين أننا نائمون في بلهلية لا نعرف رؤوسنا من ارجلنا إنها للعجوز الشمطاء " قولدا ميير " وزيرة الخارجية لإسرائيل في سنوات السبعينيات إذا تحكي هي عن عمرها فتقول : لما كان عمري 14 سنة كنت أنزوي في مكان و اخلد إلى نفسي و احدث سري في حزني يا ترى هل سيأتي يوم لن تقوم فيه قائمة لدولة اليهود " أقول : تحكي هذا و هي قد بلغت من العمر عتيا بتقاسيم وجهها الشيطاني الذي يحمل من الكيد للإسلام و المسلمين ما الله به عليم ..... و اقول هذا تفكير فتاة فما بالك لو كانت رجل .... هذا تخمين من هي في 14 ربيعا ربما لم تبلغ بعد فما بالك إلى كم سيبلغ درجة مكرها عند البلوغ و تبوئها مكانة في العلم و السياسة ..... فأين هو وعينا و اين هي حنكتنا أو قل أين هو حزننا على أنفسنا .....بالله عليكم.
أظن يا سيدي أن الفكرة قد وصلت و من المقدمة قد استبانت و آمل أن النتيجة في ذهنك قد تحورت و تمحورت و بذلك تكون في هذا الجزء قد اكتملت و لم يبقى لي من بعد هذه الإطلالة الخفيفة الظل سوى أن أغوص في المأمول للوصول إلى المحصول أعني الموضوع الذي من أجله أقول و أقول..... فهيا بنا يا أحباب نحزن على أبواب ذاكرت النسيان و لكن ليس في هذه المحطة و إنما سننزل بها في المحطة القادمة بإذن الله فإلى لقاء آخر أترككم في رعاية الله و حفظه و كلي علم و يقين بأن عنوان الموضوع لا يروق للكثير من القراء في رسمه و ما خطت حروفه و أشكاله ..... إلخ.... دمتم هكذا أوفياء و دمت لكم من الأصدقاء و حياكم الله .....سلام.